الصين تحتفل بثمانين عامًا على النصر: رسالة سلام إلى العالم

الصين تحتفل بثمانين عامًا على النصر: رسالة سلام إلى العالم
بقلم د. هدى الساعاتي
في مشهد يختزل عبق التاريخ ورؤية المستقبل، تستعد الصين اليوم، الثالث من سبتمبر، لتنظيم احتفالية كبرى بمناسبة مرور ثمانين عامًا على انتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، والانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية. وتقام الفعالية تحت شعار لافت: “استذكار التاريخ، تكريم الشهداء، ترسيخ قيم السلام، واستشراف المستقبل”، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات من 26 دولة صديقة، بينهم مبعوث خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تأكيد جديد على عمق العلاقات المصرية الصينية.
وتشهد ساحة تيان آن من بالعاصمة بكين عرضًا عسكريًا مهيبًا، وحفلًا فنيًا ضخمًا، بحضور الرئيس شي جين بينغ الذي سيستعرض القوات المشاركة، في مشهد رمزي يعكس عظمة التضحيات التي قدّمها الشعب الصيني من أجل استقلاله، وإصراره الدائم على جعل السلام حجر الزاوية في مسيرته التنموية.
الصين، التي خبرت ويلات الغزو والحروب، تؤكد اليوم عبر هذا الاحتفال أنها لن تسعى أبدًا إلى الهيمنة أو التوسع، ولن تنخرط في سباقات التسلح، بل تضع نفسها في موقع القوة الداعمة للاستقرار والتقدم على الساحة الدولية. فهي الدولة الكبرى الوحيدة التي نص دستورها على مسار التنمية السلمية، والدولة التي تساهم بأكبر عدد من قوات حفظ السلام الأممية، إلى جانب إطلاقها مبادرة الأمن العالمي التي تدعو إلى شراكة قائمة على الأمن المشترك والتعاون المستدام.
وعلى هامش الاحتفال، تنظم القنصلية الصينية بالإسكندرية برئاسة معالي القنصل الصيني السيد يانج يي معرض صور توثيقيًا يضم أكثر من ثلاثين لوحة نادرة، تعكس ملامح النضال الطويل الذي خاضه الشعب الصيني ضد الاحتلال الياباني على مدى أربعة عشر عامًا. ويبرز المعرض كيف شكّلت التضحيات الصينية دعامة أساسية للجبهة الشرقية في الحرب العالمية الثانية، ليصبح النصر الصيني انتصارًا مشتركًا للإنسانية جمعاء.
وفي عالم اليوم الذي تزداد فيه التحديات الأمنية والاضطرابات الدولية، تحمل رسالة الصين دلالات عميقة: الدفاع عن مكتسبات النصر، حماية النظام الدولي القائم على الشرعية الدولية، والعمل من أجل بناء مستقبل مشترك للبشرية قائم على السلام والتنمية. إنها رسالة تؤكد أن الاحتفال بالذكرى الثمانين ليس مجرد عودة إلى الماضي، بل تعهّد جديد بحماية السلام العالمي وصيانته من أجل الأجيال المقبلة.