مفاتيح التربية الإيجابية لأسرة أكثر سعادة
كتبت: د. وفاء العروسي
التربية الايجابية هي ليست مجرد تنشئة للابناء بل هي فلسفة حياتية تقوم علي الحب والاحترام والحوار وهي عملية مستمرة من أجل توفير بيئة داعمة للطفل وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية لدى الأطفال منذ الولادة وحتى سن 18 عاما. ومن أسوأ المقولات في تربية الأبناء مقولة ” بكرة يكبر و يعقل” لكن إذا نبت الزوع مائلا لم يزده الاهتمام الا ميلا.
وفوائد التربية الايجابية عديدة منها تنمية شخصية متزنة وواثقة وتعزيز مهارات الطفل الاجتماعية و قدرته علي تكوين علاقات صحية واعداد جيل قادر علي التعامل مع تحديات الحياة بروح قوية و ايجابية.
تبدأ تربية الابناء بالاهتمام بصحتهم من اول يوم في الحمل والفترة الاولي بعد الولادة لذلك توجد مبادرة رئاسية بعنوان “الالف يوم الذهبية” لاهمية اول الف يوم في حياة الانسان والتي تبدا من اول يوم في الحمل و حتي انتهاء اول سنتين من عمر الطفل لما لهم من تاثير كبير في نمو الطفل الجسماني و النفسي و الاجتماعي و العاطفي.
ياتي بعد ذلك الحفاظ علي علاقة أسرية تقوم علي الحوار والتواصل الجيد بين الأب والأم لأن التواصل الجيد بين الوالدين و الأبناء يبدأ بالتواصل الجيد بين الوالدين أنفسهم. ومن اهم مهارات التواصل الجيد هي مهارة الإنصات الفعال اللي بيكون فيه تركيز واهتمام وتعاطف وطرح أسئلة ومراقبة اللغة غير اللفظية زي تعابير الوجه ووضعية الجسم.
ويجب ايضا ان تخصص الام وقت للاهتمام بنفسها دون التقصير مع الابناء. تخصيص القليل من الوقت للذات و لتحديد الطاقة الايجابية و التخلص من الضغوط النفسية مثل تمارين التنفس او ممارسة الرياضة أو المشي في الطبيعة أو التعبير بالكتابة او سماع الموسيقي وغيرها من الاساليب المستخدمة لتقليل الضغط النفسي.
من اهم النصائح لتربية ايجابية هي قضاء الوقت معا كأسرة سواء بسرد حكايات من كل افراد الاسرة بالتناوب عن الذكريات السعيدة او مشاهدة فيلم معا او اللعب معا وغيرها من الامور المشتركة. ويعتبر دعم الطفل معنويا من اهم اساليب التربية الايجابية. دعم في السلوك الجيد لتعزيزه و دعمه في السلوك الخطأ بأن يشعر الطفل ان اعتراض الابوين علي السلوك وليس علي الطفل ذاته. هذا بالاضافة الي تشجيع الطفل بتعلم مهارات جديدة مثل الرسم والكتابة والرياضة وغيرها من المهارات.
وايضا تعزيز وتشجيع السلوك الإيجابي لان تعزيز السلوك الايجابي يؤدي الي تكرار حدوثه ويعزز ثقة الطفل بذاته وشعوره بالرضا واتزانه النفسي ويغرس القيم الايجابية في الطفل. ويحب الا نتجاهل ابدا ان الاطفال يفعلون ما يفعله الاباء بدون تفكير لذلك كن قدوة لطفلك.
ومن اساليب التربية السلبية التي يجب ان نتجنبها هي التذبذب في المعاملة والتذبذب في ردود الافعال لسلوك الطفل. بالاضافة الي المقارنة و التفرقة في المعاملة بين الابناء و استخدام العنف سواء كان جسديا او نفسيا ب انتقاد الطفل والاساءة اليه نفسيا.
وفي الختام يجب ان ناكد ان التربية الايجابية هي رسالة لكل اب وام ان الحب والاحترام والحوار هما اقوي ادوات التاثير علي الابناء.
تحياتي و تقديري
ا. د. وفاء العروسي
