Uncategorizedمقالات

“التنمر الإلكتروني.. قنبلة موقوتة تهدد تماسك المجتمع”

“التنمر الإلكتروني.. قنبلة موقوتة تهدد تماسك المجتمع”

 

بقلم د. هدي الساعاتي: 

 

في زمن تحوّلت فيه الهواتف إلى امتداد لأيدينا، والسوشيال ميديا إلى ساحات يومية نتفاعل فيها، برز وجه مظلم لهذا التطور التكنولوجي يتمثل في “التنمر الإلكتروني”، الذي لا يقل خطرًا عن أي سلوك عدواني على أرض الواقع، بل ربما يتجاوزه أثرًا ودمارًا.

 

🟥 ما هو التنمر الإلكتروني؟

 

التنمر الإلكتروني هو أي سلوك عدواني أو تهكمي يتم عبر الإنترنت بهدف إيذاء شخص آخر نفسيًا، سواء عبر تعليقات مسيئة، نشر شائعات، تشويه سمعة، أو إرسال رسائل تهديدية. وقد يمتد ليشمل السخرية من الشكل، الدين، العرق، التوجهات أو حتى النجاح الشخصي.

 

🟥 لماذا هو أكثر خطورة اليوم؟

 

في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل مثل فيسبوك، إنستجرام، تيك توك وغيرها، أصبح التنمر أكثر سهولة وانتشارًا، حيث يمكن للمعتدي الاختباء خلف شاشة ومعرّف وهمي، بينما يتحمل الضحية وطأة الهجوم بمفرده، أمام جمهور قد يشارك أو يصمت، وفي الحالتين تكون النتيجة واحدة: تدمير نفسي ومعنوي قد يصل إلى الانتحار.

 

🟥 تأثير التنمر الإلكتروني على المجتمع

 

تفكك العلاقات الاجتماعية: الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد نتيجة التنمر قد تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي، وانعدام الثقة بين الناس.

 

زيادة نسب القلق والاكتئاب بين الشباب: الإحصاءات العالمية تشير إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار بين المراهقين بسبب التعرض للتنمر عبر الإنترنت.

 

تطبيع العنف اللفظي: مع التكرار والتجاهل، يصبح السباب والسخرية “محتوى ترفيهيًا” مقبولًا بين المتابعين، مما يخلق جيلًا أقل حساسية تجاه مشاعر الآخرين.

 

تشويه صورة القيم المجتمعية: السوشيال ميديا تعكس صورة المجتمع، وعندما تصبح ساحة للتنمر، فإنها ترسّخ قيم سلبية مثل التنمر، العنصرية، والتنميط الجندري.

 

 

🟥 ما الحل؟

 

1. نشر الوعي الرقمي: من خلال المدارس والإعلام، وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الإساءة الإلكترونية.

 

 

2. تفعيل القوانين الإلكترونية: وتطبيق العقوبات بجدية على من يثبت تورطه في وقائع تنمر عبر الإنترنت.

 

 

3. دعم الضحايا نفسيًا: توفير خطوط ساخنة ومراكز للدعم النفسي للضحايا.

 

 

4. ترويج ثقافة الاحترام الرقمي: عبر حملات إلكترونية وتدخل المشاهير والمؤثرين بإيجابية.

 

في النهاية، علينا أن ندرك أن كلماتنا على الإنترنت قد تكون قاتلة، وأن التنمر ليس “مجرد هزار”، بل خطر حقيقي يهدد أمننا النفسي والمجتمعي.

 

 والسؤال الأهم:

هل نريد أن نورّث لأطفالنا عالمًا رقميًا آمنًا أم ساحة قتال لفظي بلا حدود؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى