منوعات

المتحف المصري الكبير – فصل جديد من فصول الحضارة المصرية… أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة

المتحف المصري الكبير – فصل جديد من فصول الحضارة المصرية… أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة

بقلم د. هدى الساعاتي

على أرض الجيزة، وبجوار الأهرامات التي يتجاوز عمرها أربعة آلاف عام، يقف اليوم صرح حضاري جديد يُعد امتدادًا للمجد المصري القديم: المتحف المصري الكبير، ذلك المشروع الذي وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه “أحد أهم مشاريع الثقافة في القرن الحادي والعشرين” وفقًا لتقارير أسوشيتد برس ومجلة تايم.

هذا المتحف ليس صالة عرض للآثار فقط، بل تجسيد لحوار بين الماضي والمستقبل، بين حضارة حملت شعلة الإنسانية، ودولة تعيد تقديمها للعالم بثقة وعصرية، إنه رسالة من الأجداد… للأحفاد… وللعالم.

 

– تصميم معماري يليق ببلد الأهرامات

اختير موقع المتحف ليكون أقرب نقطة حضارية إلى الأهرامات، بحيث يرى الزائر الأهرامات من داخل المتحف عبر واجهة زجاجية ضخمة.
التصميم المعماري مستوحى من هندسة الهرم، ليندمج المبنى بصريا مع هوية المكان.

واجهة على شكل مثلث هندسي

مساحة تتجاوز 480 ألف متر مربع

ممر صعود تدريجي يأخذ الزائر في رحلة عبر التاريخ

المكتب الهندسي “هينيغان بان” — صاحب التصميم — أوضح في تصريحات أن الفكرة كانت:
أن يكون المتحف امتدادا بصريا وروحيا لهضبة الأهرامات وليس مبنى منفصلًا عنها.

– البهو العظيم… لحظة مهيبة منذ أول خطوة

عند دخول المتحف، يستقبل الزائر تمثال رمسيس الثاني العملاق، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 12 مترا ووزنه حوالي 83 طنا، وفق بيانات وزارة الآثار.
تم ترميمه بدقة ليظهر بكل تفاصيله، ويحيط به عدد من القطع الضخمة لملوك الفراعنة وكبار الكهنة.

ومن هذا البهو يبدأ الدرج العظيم — الدرج الملكي — الذي يعرض تماثيل وأعمدة و نقوشا تصعد بالزائر تدريجيًا نحو أعماق التاريخ المصري.

– مقتنيات توت عنخ آمون… لأول مرة في مكان واحد

أحد أهم إنجازات المتحف أن مجموعة توت عنخ آمون الكاملة تُعرض لأول مرة في مكان واحد منذ اكتشاف المقبرة عام 1922.
أكثر من 5,300 قطعة أثرية أصلية تعرض وفق ترتيب المقبرة الأصلي.

من بينها: العربة الذهبية، القناع الجنائزي، الصناديق المذهبة، وأدوات الحياة اليومية

وكالة “ناشيونال جيوغرافيك” وصفت هذه القاعات بأنها “أعظم عرض أثري في التاريخ الحديث”.

– معامل ترميم هي الأكبر عالميًا

يمتلك المتحف مركز ترميم يُعد الأكبر والأحدث في العالم وفق تقارير اليونسكو ووزارة السياحة.

في هذا المركز توجد:

معامل فحص وتحليل كيميائي

وحدات تعقيم للمومياوات والقطع العضوية

معامل متخصصة للبرديات والنسيج والخشب والمعادن

وهو ليس فقط مركزًا للترميم، بل مركزًا عالميًا للأبحاث الأثرية يستقبل خبراء وطلابًا وباحثين من العالم.

– الاستعدادات في القاهرة

الدولة نفذت استعدادات ضخمة:

– تطوير شبكة الطرق والمداخل المؤدية للمتحف

– تجهيز منطقة خدمات سياحية وممشى خارجي

– تعاون مع شركات السياحة الداخلية والعالمية لإدراج المتحف في البرامج

– خاتمة

المتحف المصري الكبير ليس مبنى حجريا، إنه رسالة حضارية قوية تقول: هنا بدأت الحضارة… وهنا ما زالت مستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى