مقالات

خيبة الأمل – بقلم: فاطمه ابو النصير

خيبة الأمل

كتبت : فاطمه ابو النصير

كنتُ أظنُّ القلبَ مأوىً آمنًا،
أودعتُه سرِّي، وجعلتُه حِصنًا من الغدرِ
زرعتُ في أرضِه ثقةً،
وسقيتُها بدمعِ الصبر،
فإذا بها شوكٌ،
وإذا باليدِ التي أمسكتُها،
هي ذاتُها التي غرست الخنجر.

أيُّ خيانةٍ هذه؟
حين يتحوَّل الدفءُ جليدًا،
والقُربُ سُمًّا يسري في العروق،
حين يصبحُ القريبُ غريبًا،
ويغدو الغريبُ أرحمَ من مَن حسبتُه سندًا.

آهٍ من وجعٍ يعضُّ القلبَ في صمت،
يُخرسُ اللسانَ عن الشكوى،
ويُفجِّرُ في الصدرِ صرخاتٍ مدفونة،
كأنها براكينُ تنتظرُ ساعةَ الانفجار.

كنتُ أظنُّ الطريقَ ممهدًا بصدقِهم،
فإذا به هاويةٌ،
كنتُ أظنُّ الوعودَ أجنحةً للروح،
فإذا بها قيودٌ تكبّلني عند أول امتحان،
كنتُ أظنُّ وجوهَهم مرايا للنقاء،
فإذا بها أقنعةٌ تتساقطُ عند أول ريح.

خيبةُ الأمل…
ليست في الخيانةِ وحدَها،
بل في نفسي التي صدَّقت،
في عيوني التي لم ترَ خلفَ الزيف،
في يدي التي مدت لتنتشلهم من سقوط،
فألقَوني أنا في قاعِ الخذلان.

يا لمرارةِ الطعنِ من أحبابٍ،
ويا لوحشةِ الدرب حين يخلو من الأمان،
إنها ليست جراحًا فحسب،
إنها ندوبٌ لا تلتئم،
كلما ابتسمتُ للغد،
ذكَّرتني أن الماضي ما زال يطعنني في الظل.

لكن…
مهما قَسَوا، ومهما غدروا،
لن أموتُ من نزفِ الخيانة،
سأبني من كسور قلبي جدارًا،
ومن رمادِ ثقتي أُشعل ضوءًا جديدًا،
فإن كانوا قد خانوني،
فأنا لن أخون نفسي مرَّتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى