كامل الوزير رجل الدولة والمهمات المستحيلة
كتبت .. سامية عبد الحميد
فى زمن تتصارع فيه الشعارات وتتنازع فيه الولاءات يبرز من بين الصفوف رجال قلائل تصنعهم المواقف لا العناوين وتكشف معادنهم ميادين العمل لا أضواء الكاميرات أحد هؤلاء هو الفريق **كامل الوزير أحد أبرز رموز الدولة المصرية الحديثة وأحد رجالات الرئيس عبد الفتاح السيسى الأكثر وطنية وإخلاصاً وتأثيراّ فى مفاصل الدولة ومشروعاتها القومية .
…من كفر الوزير إلى قيادة الوطن
ولد كامل عبد الهادى الوزير عام ١٩٥٧ فى قرية كفر الوزير بمحافظة الدقهلية فى بيت ريفى أصيل جمع بين الجذور الفلاحية الأصيلة والإنضباط القيمى فقد والده فى سن صغيرة ليتولى المسئولية مبكراً مع جده ووالدته السيدة زينب حداد التى كان لها الأثر الأكبر فى تربيته وتعلم فى مدارس قريته حتى الثانوية ومنها إلى الكلية الفنية العسكرية التى تخرج منها عام ١٩٨٠ ضمن الخمسة الأوائل وهو بعد طفل يحمل طموح الجنرالات وإصرار المحاربين .
🇪🇬طريق المهندسين البداية من سيناء
طلب بنفسه العمل فى أصعب المناطق عقب التخرج وإختار العريش فى سيناء فى وقت كانت فيه إسرائيل لا تزال تجلى قواتها تدريجياً عندما سأله قائده عن سبب إختياره أجابه بصراحة { أنا عايز أبقى مدير سلاح المهندسين وعايز أبدأ من أصعب مكان } وقد صدق القول بالفعل وشارك كامل الوزير فى إزالة الألغام التي زرعتها إسرائيل وأعاد زرع حدود الوطن بحقول أمان مصرية فكان شريكاً فى تأمين سيناء منذ اللحظة الأولى .
…أحداث يناير والدور المجهول
أثناء أحداث يناير ٢٠١١ كان الفريق كامل الوزير موجوداً فى قلب ميدان التحرير طيلة الـ ١٨ يوماً مسئولًا عن حماية المنشآت الحيوية فى قلب القاهرة من وزارات وسفارات وشارك بنفسه فى إخماد حريق المجمع العلمى فى مواجهة من وصفهم بأعداء الهوية والتاريخ وفى أعقاب الثورة ساهم فى بناء ١٤ سوراً دفاعياً حول المؤسسات السيادية لحمايتها من الفوضى وفى الوقت الذى كانت فيه الدولة تتعرض للإهتزاز ظل كامل الوزير أحد أعمدتها الصلبة .
…فض رابعة والحسم بعين الدولة لا الإنتقام
عندما إشتدت الأزمة فى إعتصام رابعة وكان التهديد على أشده تولى سلاح المهندسين بقيادته مهمة إزالة الحواجز التى شيدها التكفيريين وفتح الطرق لتيسير حركة فض الإعتصام .
وواجه موقفاً حساساً حين تحصن مسلحون فى إحدى العمارات وكان الحل العسكرى حاضراً إلا إن الفريق السيسى رفض المساس بحياة المدنيين أو تدمير الممتلكات وأمر بالتصرف بحكمة فكان الفريق كامل الوزير عند الكلمة وتمت السيطرة دون تدمير البناية .
…من الأسفلت إلى الأنفاق وصانعة المعجزات الهندسية
بعد سلسلة من النجاحات فى المؤسسة العسكرية
* أصبح مديراً لسلاح المهندسين ثم رئيساً للهيئة الهندسية للقوات المسلحة ليقود عدداً من أضخم المشاريع القومية من بينها حفر قناة السويس الجديدة فى عام واحد فقط بدلاً من ثلاث حيث عمل ٣٣٠ يوماً بلا أجازة تنفيذاً لتكليف مباشر من الرئيس السيسى .
*أشرف على إنشاء أنفاق قناة السويس وطريق الجلالة ومشروعات الطرق القومية وكان دائماً حاضراً فى ميادين العمل حتى لقب برجل المهمات الصعبة .
من الهندسة إلى النقل وإستمرار التحدى
مع تصاعد التحديات فى ملف النقل قرر الرئيس السيسى أن يسند الحقيبة إلى كامل الوزير
…فإنتقل الرجل من الهندسة العسكرية إلى هندسة الدولة (وزارة النقل ) ومنذ اليوم الأول بدأ تنفيذ خطة طموحة لتطوير الطرق ، السكك الحديدية ، الموانئ ، والبنية التحتية الذكية للنقل ورغم الحوادث المؤلمة التى لا تخلو منها أى دولة فى العالم إلا إن الإحصاءات تشير إلى تحسن نسبي ملحوظ فى مؤشرات الأمان على الطرق فى ظل بيئة معقدة يختلط فيها الإهمال البشرى بالموروثات البيروقراطية .
حدث هجوم عليه
فهل الهجوم عليه هو إستهداف سياسى ؟
فى الآونة الأخيرة تصاعدت الحملة الإعلامية ضده خاصة بعد تكليفه بملف وزارة الصناعة ومن ثم ترقيته إلى نائب رئيس الوزراء، مما يثير تساؤلات عن دوافع هذا الهجوم وهل هو إعتراض مهنى أم تصفية حسابات سياسية من خصوم الدولة؟
بعيداً عن الأضواء يعيش الفريق كامل الوزير حياة أسرية بسيطة لا تظهر زوجته أو أبناؤه فى الإعلام ويعرف عنه حبه الشديد لنادى الزمالك، وولعه بأفلام الأبيض والإسود رغم إنه لا يجد وقتاً لمشاهدتها .
فى النهاية كامل الوزير رئيس وزراء قادم ؟
ويبقى السؤال هل نشهد فى الأيام القادمة صعود كامل الوزير إلى رئاسة الحكومة نتمني ذلك فالرجل أثبت قدرته على القيادة فى أحلك الظروف وإخلاصه الكامل لمؤسسة الدولة المصرية وحتى ذلك الحين سيبقى كامل الوزير علامة فارقة فى معادلة القوة والبناء وأحد أعمدة الدولة الحديثة في عهد الجمهورية الجديدة ورجل شريف فى زمن عز فيه الشرف .
