مقالات

سبتمبر الذهبى …. أطفال بلا سرطان

سبتمبر الذهبى …. أطفال بلا سرطان

بقلم: أ.د/ وفاء العروسي

سبتمبر الذهبي يشير إلى شهر التوعية العالمي بمرض سرطان الأطفال، وهو شهر تبذل فيه الجهود لرفع الوعي بهذا المرض وزيادة الإجراءات الداعمة للأطفال مثل الكشف المبكر بالإضافة الي تقديم كافة اشكال الدعم الطبي والنفسى والاجتماعى لتخفيف المعاناة للأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم. وسمى شهر سبتمبر “بالذهبى” لقيمة حياة أطفالنا وصمودهم ، حيث يخرجون من هذه الرحلة الصعبة منها أقوى وأكثر صمودا.

و فقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية في هذا العام ٢٠٢٥ بأنه يوجد ٤٠٠ الف طفل يتم تشخيصهم بالسرطان سنويا على مستوى العالم، بمعنى ان كل أربع دقائق يشخص ثلاثة أطفال بالسرطان.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من سرطان الأطفال، فإنه يمكن الشفاء منه عند تشخيصه مبكرًا وعلاجه بشكل شامل. وايضا هناك اجراءات وقائية ونمط حياة صحى يقلل من عوامل الخطر بالاصابة ويحسن من نمو الأطفال بشكل صحى. وهذه الإجراءات والنصائح تبدأ منذ الأيام الأولى للحمل مثل منع التدخين للمرأة الحامل وتجنب التواجد في بيئة مع المدخنون وأيضا المتابعة الطبية المنتظمة اثناء الحمل مع عدم تناول اى ادوية بدون وصفة طبية او استشارة طبيب.

ومن الاجراءات الهامة أيضا تشجيع الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية وتجنب استخدام المضادات الحيوية في اولي سنوات عمر الطفل يسهم بشكل كبير وفعال في تكوين البكتريا النافعة (الميكروبيوم). وتعد البكتيريا النافعة (الميكروبيوم) والتي تعيش عدد كبير منها في أمعاء الطفل منذ لحظة ولادته تساعد على الهضم وإنتاج بعض الفيتامينات و تعمل كخط دفاع أول حيث تمنع نمو البكتيريا الضارة وتقوي جهاز المناعة وقدرته على التفرقة بين الجراثيم الضارة والنافعة. مما يقلل من خطر الحساسية والأمراض المزمنة والالتهابات المزمنة التي تعتبر احد عوامل تكون الاورام.

ثم يأتي دور التطعيمات كإجراءات وقائية ضد مرض السرطان مثل التطعيم ضد مرض التهاب الكبد الوبائيB الذي يقلل من خطر سرطان الكبد وتطعيم HPV للوقاية من سرطان عنق الرحم.

ومن انماط الحياة الصحية الأخرى تناول الغذاء الصحي للحفاظ على صحة الطفل و ذلك بالإكثار من الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتين الصحي والتقليل من اللحوم المصنعة والاطعمة المحفوظة والغنية بالسكريات وشرب كميات كافية من الماء حسب عمر الطفل. وتشجيع الطفل على الحركة والنشاط البدني وممارسة الرياضة المناسبة لعمره. والحرص علي الحفاظ علي وزن مناسب لعمره و طوله لان السمنة عامل خطر لبعض أنواع السرطان. هذا بالاضافة الي تجنب تعرض الأطفال لدخان السجائر (التدخين السلبي) او التعرض للمبيدات الحشرية.

ويجب القاء الضوء و التوعية المجتمعية بأهمية الكشف المبكر والمتابعة الطبية الدورية للأطفال و الانتباه لأي علامات غير طبيعية مثل فقدان الوزن المفاجئ و النزيف غير المبرر. واخيرا، على الرغم من انه لا يمكن منع كل حالات السرطان عند الأطفال، لكن الالتزام بالإجراءات السابق ذكرها يمكنه ان يقلل من العوامل المساعدة على ظهوره، ويزيد من فرص التشخيص المبكر والشفاء.

حفظ الله اطفال اليوم … شباب الغد و مستقبل وطننا

تحياتي و تقديري
ا د وفاء العروسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى