“جسور في أعماق البحر.. القنصلية الصينية بالإسكندرية شريك في حماية التراث المغمور”

“جسور في أعماق البحر.. القنصلية الصينية بالإسكندرية شريك في حماية التراث المغمور”
بقلم د. هدى الساعاتي
منذ تولي معالي القنصل الصيني “يانج يي” مهامه بالإسكندرية، لم يقتصر نشاط القنصلية الصينية على البعد الدبلوماسي والاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل مجالات الثقافة والآثار، في تجسيد واضح لفلسفة الصين في بناء جسور التواصل الحضاري مع مصر، وخصوصًا في مدينة الإسكندرية التي تحمل تاريخًا فريدًا يربط الشرق بالغرب.
وفي إطار الاهتمام المتزايد بالتراث المغمور بالمياه، شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للآثار والجانب الصيني لإنشاء مركز مصري ـ صيني مشترك للآثار البحرية والتراث الغارق. وقد وقع الاتفاقية الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومعالي القنصل الصيني بالإسكندرية يانج يي، بحضور وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي وقيادات مكتبة الإسكندرية.
ويهدف المشروع إلى تأسيس “المركز المصري الصيني للآثار البحرية والتراث المغمور بالمياه”، ليكون منصة علمية وبحثية رائدة تسهم في تبادل الخبرات بين العلماء المصريين والصينيين، ويدعم الدراسات المتخصصة في استكشاف وحماية الكنوز الغارقة التي تحتضنها سواحل الإسكندرية. ويتعاون المركز بشكل وثيق مع المركز القومي للآثار البحرية بالمعهد العالي لعلوم البحار والمصايد، لتعزيز البحث العلمي والتدريب الميداني، وضمان أفضل الأساليب لحفظ ودراسة التراث المغمور.
وأكد القنصل العام الصيني أن المبادرة ليست مجرد اتفاقية تعاون أثري، بل خطوة حضارية لترسيخ الحوار الثقافي وتعميق الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والصيني، مشددًا على أن البحر المتوسط والإرث المشترك يمثلان جسورًا طبيعية للتواصل وصناعة المستقبل.
إن نشاط القنصلية الصينية في هذا المجال يعكس رؤية جديدة للدبلوماسية الثقافية، تقوم على حماية التراث الإنساني وتوظيفه كأداة للتقارب بين الأمم، لتظل الإسكندرية، مدينة الحضارات، شاهدًا حيًا على أن الثقافة والآثار قادرة دومًا على مد جسور السلام والتعاون عبر الزمن.