لا سَندَ لي – بقلم فاطمه ابو النصير

لا سَندَ لي
بقلم :فاطمه ابو النصير
تُخبطني الحياةُ بلا رفيقْ
كريشةٍ في الريحِ، ضائعةَ الطريقْ
أمضي وحيدةً، وكلٌّ في دُنياهُ غريقْ
لا قلبَ يصغي، لا حَنان، ولا شفيقْ
وحدي أُجاهدُ والهمومُ على كتِفي
ما عدتُ أقوى… كلُّ نبضٍ في ضعفِ
إنّي تعبتُ، وعزّةُ النفسِ تخنقُني
أحتاجُ… لكنّ احتياجي لا يليقُ بي
لا أحدَ يساندني، فلا يدٌ تمتدّ
وفي ذُروة الانهيارِ… سقطتُ، لا أحدْ
كلُّ القُوى خانتْ، وما عدتُ أحتمل
لكنّ نفسي تأبى، وكبريائي لا يَذِل
فرفعتُ كفيّ للسماءْ
أشكو لربّي ما بقلبي من عناءْ
يا خالقي، وحدي أنا في الابتلاءْ
لا سندَ لي… وأنتَ لي كل الرجاءْ
أبكيك لا لأنّك لا تدري بما في
بل لأنّني أعلم أنّك الأقربُ إليّ
أستجيرُ بك من الناسِ، من خوفي، ومني
أستودعك قلبي، وأعلم أنّك لن تتركني
في هذه الأيامِ… أغلقتُ الأبوابْ
سئمتُ الطرقَ، والناسَ، والأسبابْ
حتى الذينَ ظننتُهم سَندي، تخلّوا
تركوني للوجعِ… وحدي أُكابِدُ الغيابْ
قالوا “نحنُ لكِ”… وفي الشدّة اختفَوا
وفي زحمةِ الكربِ، وجهي عنّي التفَوا
تُركتُ أتلطّمُ بالرصيفِ كغريبة
تسألُ الطريق: “أما لهذا القلبِ مِن مأوى؟!”
يا ربُّ، قد ضاقتْ عليّ الأرضُ والناسْ
وصار قلبي موطنَ الأسرارِ والإحساسْ
لا أحدٌ يرى وجعي، ولا أحدٌ يسمعْ
أمشي بخطوي، والوجعُ فيّ يُوجِعْ
فخذ بقلبي إن سقط، وانهض به
أنتَ المُعينُ إذا خانتني روحي ونفسي
أنتَ السَندُ، وإن تخلّى الخلقُ عني
وأنتَ النورُ حين يغمرني المَسِي