ملخص حول توترات الشرق الأوسط والضربة الأمريكية لمنشآت نووية إيرانية

ملخص حول توترات الشرق الأوسط والضربة الأمريكية لمنشآت نووية إيرانية
كتبت: فاطمه ابو النصير
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في خطوة تعكس تصاعد التوتر في الشرق الأوسط عن إجلاء لدفعه جديدة من موظفي سفارتها في العاصمة العراقيه بغداد وقالت الخارجية في بيان لها أن القرار جاء بناء على التقطيرات الأمنية وارتفاع مستوى التصعيد في المنطقة وأضافت الوزارة أنها طالبت أيضا بمغادرة عدد إضافيا من موظفيها في العاصمة اللبنانية بيروت كإجراء احترازي في ظل ما وصفته بالظروف المتقلبة والتحديات الأمنية المتزايدة هذه التحركات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترا سياسيا غير أن الرئيس دونالد ترامب قال أكثر من مرة إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بأي شكل كان لإيران بامتلاك أسلحة نووية كما قال انه يسعى من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وعلى إيران أن تسلك طريق السلام الذي اختاره كما قال الرئيس الأمريكي بشأن الضربة التي وجهناها لبرنامج ومنشآت إيران النووية لقد كان نجاحا باهرا وساحقا لقد دمرنا البرنامج النووي الإيراني عملية دقيقة لتحييد التهديدات التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني على مصالحنا الوطنية ومصالح الحلفاء وكانت تهدف أيضا إلى الدفاع الجماعي عن النفس لقواتنا وحليفتنا إسرائيل قال الرئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال دانكين إن بلده استخدمت سبع مقاتلات شبحية في هجومها على إيران التي أطلق عليها اسم منطرقة منتصف الليل كانت معقدة للغاية واستخدمت الضربات الرئيسية سبع قاذفات من طراز بيتو سبيرت والتي حلقت لمدة ثمان عشرة ساعة مع عمليات اعادة تزويد بالوقود جوا قبل ان تنفذ هجومها
في مقابل ذلك الولايات المتحدة لديها ما يكفي من خطط الرد وبقوة على أي رد سوف يأتي من طهران على العملية العسكرية التي نُفذت في الساعات الماضية
هناك سؤال الآن يتعلق بردود الفعل التي رأيناها حتى الآن من قبل أركان إدارة الرئيس ترامب أنها تتوزع بين موقفين هناك موقف يشيد بالذي حدثه وبالنتائج التي تحققت ولكن هناك موقف ضد يحتفظوا بإحساس التخوف من مآلات الأشياء بالنسبة لرد إيراني محتمل إلى درجة أن مسؤولين في البيت الأبيض يتحدثون على أن الثماني والأربعين ساعة الحالية سوف تكون مقلقة
هناك انقسام داخل الإدارة الأمريكية وداخل أيضا المعسكر الجمهوري بكامله على توجيه أو الانخراط في حرب ضد إيران او الانجرار في صراع في الشرق الأوسط أو في أي حروب أخرى وذلك مصداقا لموعد ترامب الانتخابية وأيضا مصداقا لتوجهاتهم التي وعدوا بها الناخبين والتي فازوا على أساسها بالانتخابات وهناك معسكر آخر داخل المحافظة كان ينادي ويدعم انخراط الولايات المتحدة بضربات قاسمة للبرنامج النووي الإيراني وهنا حدث انقسام داخل أركان الإدارة نفسها بين أجهزة المخابرات وبين الوزراء آخرين منهم وزير الدفاع نفسه ووزير الخارجية والدفاع يرون ضرورة المشاركة بتوجيه ضربة قاسمة للبرنامج النووي الإيراني بينما رئيسة المخابرات كانت أكدت أن البرنامج النووي الإيراني لم يصل إلى حد تصنيع سلاح نووي وبالتالي لا داعي لضربة نووية ولكن في النهاية يبدو أن المناخ العام سيتماهى مع ما آلت إليه الأمور
الإشكالية التي يواجهها الرئيس ترامب الآن هو اختار أن يذهب إلى هذه العملية العسكرية منفردا دون حتى تقديم الإفادة الأمنية لأعضاء الكونغرس ولا حتى مناقشة العملية العسكرية مع القيادات في الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وحتى لو مع المقربين من الجمهوريين من أنصاره الآن هناك تبعات هذه العملية كيف سوف يتعامل الرئيس ترامب مع هذه البرودة التي تسجل في مواقف المشرعين الأمريكيين برني سندرس مثلا أعلن وقال أن الذي قام به الرئيس سلوك غير دستوري مثلا هذا واحد من الأصوات التي تعارض هذه العملية وهناك جدل في هذه النقطة لأن الدستور الأمريكي يقول أنه لا يجب على الرئيس الأمريكي أن يدخل في حرب بدون موافقة كاملة وصريحة من الكونغرس وترامب يرى أن هذه ليست حرب ولكنها ضربة استدعتها الضرورة الأمنية والحفاظ على الأمن القومي الأمريكي هذا جانب اما الجانب الآخر أن ترامب مشى على حبل مشدود عندما أخذ هذا القرار وارضاء نيتنياهو وتلبية دعوته بتوجيه ضربة للبرنامج النووي
إشكالية أخرى الآن يواجهها الرئيس ترامب من مقربيه من مشرعي الماغا في الكونغرس من يقولون أن الرئيس ترامب أخذنا باتجاه حرب
يرد الرئيس ترامب :على أن إيران لن تجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة مباشرةً وبالتالي لن يستدعى الأمر تورط الولايات المتحدة في حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط اما لنتنياهو طموحات أبعد بكثير من الملف النووي أو بتعبير أكثر دقة المنشآت النووية نتنياهو يتحدث عن قلب النظام بالكامل داخل إيران وإعادة صياغة الهرم السياسي في إيران ربما يكون هذا الهدف وبالتالي لن يتجرأ نتنياهو بالتقدم بمزيد من المطالب من الولايات المتحدة في الوقت الحالي لكنه فيما بعد ومعروف عن نتنياهو أنه يتدرج في طموحاته وفي مشاريعه ومطالبه أيضا نعم ففيما بعد ربما يطالب بقلب النظام وبالتالي يقنع الولايات المتحدة أنه لا مجال للتفاهم أو التعايش مع هذا النظام
اما عن حليفه ترامب أعتقد أنه لا ينوي الانجرار وراء طموحات نيتنياهو بالدخول في حرب طويلة الأمد وسيكتفي بزعزعه إيران
بالتنازل والمرونة في بعض البنود الخاصة بالتخصيب وهذا الأمر لكي يشجعها للعودة للمفاوضات وبالتالي ينهل هذا الأمر وهذا واضح من التصريح الذي ألقاه مباشرة بعد الضربات أنه حان وقت السلام
من الجانبين الرئيس ترامب ذهب إلى أقصى ما يملك من خيارات والإيرانيون تلقوا أقصى الضربات من الرئيس ترامب هل بقي هناك مساحة لمناورة دبلوماسية جديدة بين الجانبين؟
هذا يتوقف على المساحة التي سيتيح ترامب لإيران لكي ترد كما حدث بعد اغتيال قاسم سليماني
ولكن بحدود بحيث لا تتعدى حدا معين في الرد حتى ضد المصالح الأمريكية في المنطقة ولكن هناك الهدف الأساسي لترامب هو التوصل إلى إحضار إيران إلى طاولة التفاوض فهناك تداعيات أكبر من هذا الموضوع وأكبر من هذه المنطقة فيها إشارات للصين وروسيا خارج الحدود الجغرافية برساله غير مباشره أن هذه إيران أحد أذرعكم قد كسرناها ولا تستطيعون التدخل لإنقاذها
ولذلك كان ترامب حريص على التأكيد لإيران أن هذه آخر الضربات ونحن ضربنا البرنامج النووي الذي يهمنا ولا يهمنا شيء آخر وإذا أردنا أن نغير النظام سنغيره بطريقتنا أيضا
إلى أين نحن ذاهبون؟
بعد هذه التطورات في هذا الجزء من العالم وفي انتظار أو في ظل حالة الترقب الآن برد لا أعتقد أن إيران سترد بالشكل الذي يمكن أن يخل بالنظام الموجود حالياً في المنطقة لأن هذا ليس أيضاً في مصلحتها وليس في مصلحة الدول المحيطة بها أو حلفائها أو من يمكن أن يؤيدوها وقد رأينا الإدانة من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي بالأمس لاعتداءات إسرائيل على إيران فإيران ليست على استعداد أن تجر المنطقة إلى خراب وأن تضر بجيرانها خاصة الخليج وهي في حاجة ماسه لهم في المرحلة القادمة وبالتالي أنا أستبعد أن يحدث هناك مثلا إغلاق لمضيق هوبرموس أو تلغيم للمياه أو تهديد للإمدادات النفطية أو هذا الشيء
وأتوقع أن لابد في النهاية أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات لأنه ليس في مصلحة أي طرف للولايات المتحدة ولا إيران ولا الخليج وهي دول أصبحت الآن لها تأثير على تحركات ترامب خصوصا أنه رجل في الأساس رجل أعمال وله مشاريعه التي ستتاثر بما يجري في المنطقه
هل تمكنت الضربة من تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل فعال؟ وما هي تدعيات هذه الخطوة على مستقبل التوتر بين واشنطن وطهران؟
في هذا التقرير نستعرض تفاصيل الضربة وأبعادها الاستراتيجية في ظل تحليلات الخبراء والمصادر الرسمية في فجر يوم من أيام يونيو عام 2025 نفذت الولايات المتحدة ضربة جويه دقيقة ومخططة بعناية استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة كان من بينها منشآت فوردو العميقة تحت الأرض كانت المهمة واضحة ابطاء وتعطيل القدرات النووية لطهران قبل أن تصل إلى مرحلة لا رجعة فيها قبل ساعات قليلة قامت الجوية الأمريكية بهجمات كبيرة على ثلاث منشآت نووية في الأراضي الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان الإعلان الأمريكي كان حاسما ومتفائلا إذ وصف البيت الأبيض العملية بأنها ضربة قوية وموجعة ستحد من قدرة طهران على تطوير أسلحتها النووية ومع ذلك بدأت تظهر تقارير من مصادر مستقلة تشير إلى أن المنشأة لم تدمر بالكامل إذ أظهرت صور الأقمار الصناعية أضرارا محدودة على المباني السطحية ولم تخترق التحصينات تحت الأرض بشكل لكن هذا لم يقلل من أهمية العملية فخبراء أميركيون ومسؤولون في البنتاجون أكدوا أن الهجوم استهدف البنية التحتية الحيوية التي ستؤخر البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير الضربة تم تنفيذها باستخدام طائرة الشبح التي حملت القنابل الخارقة للتحصينات ما يبرز التزام الولايات المتحدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة
من أجل نجاح المهمة ديفيد أولفرايت خبير أمني بارز وصف العملية بأنها خطوة استراتيجية على حد قوله مشيرا إلى أن رغم عدم تدمير المنشآة بالكامل إلا أن الرسالة واضحة الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع إيران من تطوير أسلحتها النووية من جهة أخرى يؤكد محللون أمريكيون أن البرنامج النووي الإيراني ليس مجرد منشآة فيزيائية بل نظام متكامل يعتمد على ألاف العلماء والمختبرات المنتشرة ما يعني أن الضربة ستكون جزءا من جهود مستمرة طويلة الأمد للحد من قدرة إيران النووية وأشارت تقديرات أمريكية إلى أن هذه الضربة ستبطئ تقدم طهران وتضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات محذرة في الوقت ذاته من أن أي محاولة لتجاهل هذه الرسالة قد تواجه ردودا أكثر وفق مراكز هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية والحرس الوطني الكويتي ووزارة البيئة والتغير المناخي في قطر فإنه لم يجري اي معدلات إشعاعية غير عادية بعد أنباء الهجوم على المنشآت النووية في حين قالت وسائل إعلام نقلا عن هيئة الطاقة النوويه الإيرانية إن المناطق الإيرانية القريبة من منشآت فوردو لم تسجل أي نسب إشعاعية بعيدا عن المعدلات الطبيعية أكدت وزارة الخارجية السعودية إدانتها واستنكرها لانتهاك سيادة إيران معربة عن قلقها من قيام أمريكا باستهداف منشآت نووية إيرانية مشددة على ضرورة ضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد وجاء في بيان الخارجية السعودية على منصة X إن المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة
كما دعت المجتمع لمضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحسية للوصول إلى حل سياسي يقفل إنهاء الأزماء إلى ذلك عربت الحكومة العراقية عن بالغ قلقها وإدانتها شديدة لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي إيران مؤكدة أن هذا التصعيد العسكري يشكل تهديدا خطيرا للأمن في منطقة الشرق الأوسط والاستقرار الإقليمي في المنطقه ومخاطر جسيمة الحكومة أكدت في بيان رسمي رفضها المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم استهداف منشأتها الحيويه خاصة تلك الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة النوويه والمخصصة لأغراض سلمية وأضاف البيان أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار الدبلوماسي محذرا من أن استمرار مثل هذه الأجراءات قد تؤدي إلى تصعيد خطير يتجاوز حدود أي دولة ويهدد استقرار المنطقة والعالم ودعت الحكومة العراقية إلى التهديئة الفورية وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف والعمل على نزع فتيل الأزمة بما يضمن الأمن المشترك ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أعلنت السلطات الإيرانية عدم تسجيلها أي علامات على تلوث بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية وأنه لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع التي تم ضربها وأظهرت الأقمار الصناعية أن الجبال في موقع فوردو النووي تحت الأرض تضررت من الضربات الأمريكية نشرت صحيفة فينانشل تايمز عن ان القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية تميل سرا الى انهاء حربها ضد ايران الصحيفة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب تفكر بجدية بالانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب وتميل إلى إنهائها بعد ضربات الولايات المتحدة الأمريكية لمنشأة إيران النووية وتدميرها
قالت وكالات إعلام فارسية إن مجلس النواب الإيراني منح القوات المسلحة الموافقة على إغلاق مضيق هرموز وشارت الوكالات لأن الموافقة البرلمانية لا تعني بالضرورة تنفيذ القرار فورا وإنما تعطي القوات المسلحة حرية اختيار الوقت المناسب لإغلاق المضيق على وفق تطورات الحرب والرد على الهجمات الأمريكية على منشأة طهران النووية ووسط ترقب وحذر شديدين خشية تنفيذ طهران تهديدها بضرب مفاعل ديمون الإسرائيلي ردا على استهداف امريكا لمنشأة فوردو النووية شديدة التحصين بقنابل خارقة للتحصينات
الذعر انتقل الى العالم بقطبيه العربي والغربي وتحديدا منطقة الشرق الأوسط لترقب حذر لمعرفة حجم الخطر في حال نفذت إيران وعدها لضربة تستهدف مفاعل ديمونا الإسرائيلي تقارير استخباراتية كشفتها شبكة سي أن الأمريكية أفادت بأن 90 رأسا حربيا نوويا يحتضنه مفاعل ديمونا ولديه ما يكفي لإنتاج حوالي 300 رأس حربي نووي آخر لكن أي ضربة أو استهداف تسرب المحصن من النووي في ديمونا يحذر خبراء وفق التقرير من أنه سيؤدي لتسريب مواد مشعة مما يسبب الحرائق والانفجارات في مساحة واسعة
إضافة إلى انتشار السحب المشعة فوق المناطق المأهولة بالسكان مما يعرض الناس والبيئة والحياة البرية للخطر خبراء نوويون أكدوا أن ديمون مخصص لإنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية مختلفا عن محطات الطاقة المدنية ما يرجح أن تمتد المنطقة الحرجة حول المفاعل في حال ضربه إلى دائرة نصف قطرها خمسة كيلومترات لكن الخطر الأكبر يتمثل بدخول ساحة حرب متعددة الجبهات على رأسها الدول الثلاث أمريكا وإسرائيل وإيران في حرب قد تجر المنطقة إلى مستويات قاسية
طلقت صباح اليوم الموجة العشرون من عملية الوعد الصادق ثلاثة التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني في إطار الرد على الهجمات الإسرائيلية المستمرة والمستهدفة لإيران وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الموجة العشرين شملت بداية إطلاق مسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية ومن ثم تبعها نحو ثلاثين صاروخا بلسيا في الأقل مبينة أن الموجة الجديدة شملت إطلاق صاروخ خيبر لأول مرة منذ بدء الحرب بين إيران وإسرائيل
يعد الصاروخ من الجيل الرابع من سلسله صواريخ خرمشهر وقادرا على أصابه هدفه بدقه