الفيبروميالجيا… الألم الصامت الذي لا يُرى

الفيبروميالجيا… الألم الصامت الذي لا يُرى
كتبت د/ داليا خليل
في حياتنا اليومية نسمع عن أمراض كثيرة، لكن قليل منها بيكون غامض بالشكل اللي يخلي الناس مش فاهمين سببه الحقيقي، ولا حتى مصدقين وجعه.
من ضمن الأمراض دي الفيبروميالجيا، أو زي ما البعض بيسميه الألم العضلي الليفي.
هو مش مجرد وجع في العضلات، لكنه حالة معقدة بتأثر على الجسم كله، وعلى النفس كمان.
يعني إيه فيبروميالجيا؟
الفيبروميالجيا هو اضطراب بيخلّي الجسم يحس بالألم بشكل مبالغ فيه، كأن الجهاز العصبي بقى حساس زيادة عن اللزوم.
الإنسان المصاب بيه ممكن يحس بأوجاع في كل عضلاته ومفاصله، رغم إن التحاليل والفحوصات بتكون طبيعية جدًا!
وده اللي بيخلي المريض يتهم نفسه أحيانًا إنه “مبالغ”، أو الناس حواليه يشكّوا في وجعه.
السبب فين؟ في العضلات ولا في المخ؟
العلماء لسه بيبحثوا السبب الدقيق، لكن أغلب الدراسات بتقول إن المشكلة مش في العضلات نفسها،
بل في طريقة المخ في استقبال إشارات الألم.
يعني الإشارات اللي المفروض تبقى خفيفة، المخ بيضخّمها ويفسّرها إنها ألم قوي جدًا.
كأن الجسم بقى جهاز إنذار حساس بيشتغل لأقل لمسة.
الأعراض مش بس وجع
الفيبروميالجيا مش مجرد ألم، دي مجموعة أعراض بتظهر مع بعض:
تعب دائم، حتى بعد النوم.
قلة تركيز، وساعات بينسوا التفاصيل الصغيرة، وده بيتسمى “ضباب الدماغ”.
نوم غير مريح، لأن الجسم ما بيرتاحش فعلًا.
توتر نفسي واكتئاب بسبب الألم المستمر.
صداع متكرر، وأحيانًا آلام في البطن أو اضطرابات في القولون.
يعني المرض بيأثر على الجسد والعقل والمزاج في نفس الوقت.
الحياة اليومية مع الفيبروميالجيا
المريض بيعيش تحدي يومي، لأن شكله من برّه عادي جدًا، لكن من جوّه بيتألم.
وده بيخليه يواجه صعوبات في الشغل، في البيت، وفي العلاقات الاجتماعية،
لأن الناس مش دايمًا بتصدق أو بتفهم وجعه.
وده سبب إن المرض بيتوصف أحيانًا بـ”المرض الصامت”، لأنه ما بيتشافش، لكنه بيوجع بشدة.
هل ليه علاج؟
لحد دلوقتي مفيش علاج نهائي، لكن فيه طرق تخفف الأعراض وتخلي الحياة أسهل، منها:
العلاج النفسي والسلوكي عشان يتعلم الشخص إزاي يتعامل مع الألم ويخفف توتره.
ممارسة الرياضة الخفيفة زي المشي أو اليوجا، لأنها بتحسّن المزاج وتنشط الجسم.
تنظيم النوم، لأن الراحة بتأثر جدًا على شدة الألم.
العلاج بالأدوية أحيانًا بيكون ضروري لتخفيف الألم أو القلق المصاحب.
العلاج بالاسترخاء والتنفس العميق، وده بيساعد على تهدئة الجهاز العصبي.
القوة في التقبل
الفيبروميالجيا مش نهاية، لكنها بداية مرحلة جديدة من الوعي بالجسم والنفس.
المريض اللي بيتقبل حالته وبيتعلم يعيش معاها بيتحول لإنسان أقوى،
لأنه بيكتشف إن القوة الحقيقية مش في غياب الألم،
لكن في القدرة على التعايش معاه دون فقدان الأمل.
**رسالة لكل مصاب بالفيبروميالجيا*
أنت مش ضعيف، ومش متوهم.
ألمك حقيقي حتى لو محدش شايفه.
خد وقتك، واهتم بنفسك، واتكلم عن وجعك بدون خجل.
الراحة النفسية مش رفاهية… دي جزء من علاجك.
ولازم تفتكر دايمًا إن الشفاء مش دايمًا اختفاء الألم،
لكن ممكن يكون في قدرتك على الحياة رغم وجوده.



