منوعات

أرتيك .. مئة عام من الصداقة والطفولة بين مصر وروسيا

أرتيك .. مئة عام من الصداقة والطفولة بين مصر وروسيا

بقلم د. هدى الساعاتي

في بهجة الطفولة ودفء الذكريات، احتفل البيت الروسي بالإسكندرية بمئوية مركز “أرتيك” الدولي للأطفال، أحد أعرق المراكز التربوية في العالم، ورمز الصداقة الممتدة بين مصر وروسيا منذ ما يقرب من نصف قرن. تعود أولى خطوات التواصل المصري مع هذا المركز إلى عام 1974 حين زارته زوجة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وابنته، لتُفتح منذ ذلك الحين صفحة من التعاون الإنساني والثقافي بين البلدين.

امتلأت قاعات البيت الروسي بالألوان والأصوات المبهجة، حيث شارك الأطفال وأسرهم في أنشطة مفعمة بالحيوية والإبداع. فبين ورش تنفيذ الأساور بطريقة “كوميهيمو” اليابانية، ودروس رسم البورتريه، وتجارب التعرف على أبجدية الإشارة، تداخلت الأيادي الصغيرة في لوحات من البهجة والتفاهم.

و في حديثه أكد ديمتري كرفشنكو، نائب مدير مركز “أرتيك” الدولي للأطفال، أن المركز لم يكن مجرد مخيم، بل فكرة عالمية تجمع أطفال الأرض على قيم المحبة والتعاون. وأشار إلى أن «أرتيك يمثل رمزًا للصداقة المصرية الروسية، وأن أول زيارة مصرية له عام 1974 كانت من زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وابنته، لتبدأ من هناك قصة تواصل إنساني وثقافي فريدة».

وأكد كرفشنكو أن «المركز يضم 281 برنامجًا تعليميا وترفيهيا، وينظم 15 دورة سنويًا تمتد كل منها لواحدٍ وعشرين يومًا بمشاركة نحو 3300 طفل في كل دورة، بينهم أكثر من مئة طفل مصري هذا العام». وأضاف أن تلك البرامج «تسعى إلى تعليم الأطفال حب الوطن وتنمية مهارات التفكير واتخاذ القرار الصحيح، بما يجعلهم أكثر وعيًا وانفتاحًا على الثقافات الأخرى».

عبّر أرسيني ماثيوسشينكو، مدير البيت الروسي بالإسكندرية، عن اعتزازه باحتضان الإسكندرية لهذا الحدث المئوي، مشيرًا إلى أن «أرتيك أصبح جسرًا ثقافيًا بين روسيا ومصر، يربط الأجيال الجديدة من الأطفال بلغة الفن والإبداع». وأن «البيت الروسي يحرص على تعزيز التعاون بين الجانبين من خلال أنشطة مشتركة تعرف الأطفال على التراثين المصري والروسي في آن واحد»، و أن «أرتيك لا يزال بعد مئة عام يحمل رسالته الأولى، وهي غرس القيم الإنسانية وتنمية المواهب الصغيرة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة دعم المبدعين والتعريف بأنشطة المركز خارج روسيا، بما يسهم في نشر ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب».

في الإسكندرية، عادت ذكرى “أرتيك” لتتجدد في القلوب، ليس كمكان فقط، بل كفكرةٍ تجمع الشعوب على محبة الطفل والإبداع الإنساني. مئة عام مرّت على تأسيسه، وما زال يحمل رسالته الأولى: أن السلام يبدأ من ابتسامة طفل يعرف معنى الصداقة، ويؤمن أن العالم، رغم اتساعه، يمكن أن يلتقي على شاطئ المحبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى