مقالات

السابع من أكتوبر: لحظة فاصلة في تاريخ نتنياهو

السابع من أكتوبر: لحظة فاصلة في تاريخ نتنياهو

بقلم: د. هدى الساعاتي

في مقالها الأخير، سلطت الكاتبة البريطانية ماري دجيفسكي الضوء على السابع من أكتوبر 2023، باعتباره نقطة تحول حاسمة في مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن خلال تحليلي لهذا المقال، أرى أن هذا اليوم لم يكن مجرد حدث عسكري أو سياسي، بل كشف عمق التحديات التي تواجه القيادة الإسرائيلية على مستويات عدة: الاستخبارات، الجيش، والرأي العام.

أول ما يلفت الانتباه هو فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع الهجمات، وهو ما أثر بشكل مباشر على مصداقية نتنياهو وحكومته، و هذا الفشل لم يكن عابراً، بل كشف هشاشة منظومة الأمن والسياسة، وفتح الباب أمام سلسلة من الانتقادات الداخلية والخارجية التي لم تشهد إسرائيل مثلها منذ عقود.

ثانيًا، يبرز المقال انقسامات غير مسبوقة داخل الجيش الإسرائيلي. اعتراض بعض القادة على خطة احتلال غزة، ورفض بعض الجنود العودة إلى الخدمة، يُظهر أن القرارات العسكرية ليست مجرد مسألة تنفيذ أوامر، بل أصبحت مرتبطة بمسائل أخلاقية واستراتيجية معقدة، وهو ما يشكل ضغطًا إضافيًا على أي زعيم يحاول الحفاظ على استقرار الحكومة.

ثالثًا، لم تغب الاحتجاجات الشعبية عن الصورة. فقد شهدت المدن الإسرائيلية تزايدًا في الغضب الشعبي، حيث طالب المواطنون بوقف العمليات العسكرية والإفراج عن الأسرى. هذا يوضح أن الضغط على نتنياهو لم يأتِ فقط من الخارج أو من المؤسسة العسكرية، بل من الداخل ومن الشارع نفسه، مما يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية التي تمر بها إسرائيل.

تحليلي الشخصي يشير إلى أن السابع من أكتوبر يمثل لحظة فاصلة في تاريخ نتنياهو السياسي. فحتى إذا ظل في السلطة، فإن تأثير هذا اليوم على صورته وسمعته سيكون طويل الأمد، وربما يعيد تشكيل المشهد السياسي الإسرائيلي في السنوات القادمة. الأحداث القادمة ستكشف ما إذا كان هذا اليوم بداية النهاية، أم مجرد محطة صعبة يمكن التغلب عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى