مقالات

في اليوم العالمى للسرطان ….معا للدعم النفسى لمرضى السرطان

في اليوم العالمى للسرطان ….معا للدعم النفسى لمرضى السرطان

كتبت ا.د. فاطمة حسين

واحدة من سنن الطبيعة الكونية انه عند ولادة كيان جديد لا بد وأن يسبقه الم عنيف يختبر طاقة الانسان والقدرة على التحمل ، وتتجلى عظمة الانسان المناضل الذى يتحدى اعصار الالم فى رحلة مرض السرطان المضنية فى تكوين كيان انسانى قوى نتيجة اختباره هذه التجربة ، وتستوجب معادلة التشافى من هذا المرض الذى يعصف بثالوث كيان الانسان “جسد ونفس وروح” الرعاية الشاملة لكيان الانسان ككل دون التركيز فقط على النواحى الجسدية، حيث اظهرت نتائج الابحاث العلمية ان محارب مرض السرطان يتعرض اثناء مجابهة المرض الى العديد من الضغوط والمشاكل النفسية مثل القلق النفسى والاكتئاب الشديد والميول الانتحارية ، وقد تؤثر هذه المشاكل النفسية على التكيف الايجابى مع هذا المرض، كما يؤدى ذلك الى حدوث خلل بالجهاز المناعى وهو الخط الدفاعى الاول للانسان ضد غارات العدوى وتحجيم انتشار المرض فى جسد المريض وتتدهور حالتة . والجدير بالذكر أن نتائج الابحاث القائمة على الدلائل اكدت فاعلية التدخلات العلاجية التى تتعامل مع الجوانب النفسية فى مراحل المرض المختلفة . فالدعم النفسى احد ركائز الرعاية الشاملة ويهدف الى تضميد الجراح النفسية والاجتماعية والروحية التى يتعرض لها المناضل فى جميع مراحل المرض والعمل على اشباع احتياجاته النفسية مثل احتياجه للامن والامان والحفاظ على كرامته وتقدير مشاعره الانسانية. ولا نغفل دور افراد الاسرة الفاعل فى عملية التعافى ، فزيادة وعيهم واحتوائهم نفسيا يساعد المريض كثيرا فى دعمه نفسيا واجتماعيا وروحيا. وايضا تكاتف جهود المؤسسات الصحية والمبادرات المجتمعية يخلق مناخ داعم للاستشفاء ، فالدعم النفسى للمريض يساعده على اكتساب طرق تكيف ايجابية ترفع جودة حياة المريض فى المراحل المختلفة للمرض .
تقديم الدعم النفسى ضرورى للمحارب فى تجربة السرطان وجوهر الدعم الاساسى هو تفعيل التعاطف الانسانى الحقيقى فى نفوس جميع المحيطين به ، ومن مظاهر الدعم النفسى تفريغ المشاعر السلبية التى تحاصر المحارب ، ومن امثلة هذه المشاعرالخوف والغضب واليأس والتعبير عنها بشكل لفظى او كتابى او من خلال الرسم تعتبر طرق داعمة للتعافى ، حيث ان مشاركة هذه المشاعر مع الاخرين يساعد على التخلص من تأثيرها السمى على اجهزة ووظائف جسده ، فكبت هذه المشاعر بداخله قد تسبب ارتفاعا لمستويات الكورتيزول والادرينالين فى الجسم مما قد يعوق نشاط الجهازالمناعى وتتدهور حالته المرضية . فالانصات الرحيم هو احد مهارات الدعم النفسى الفعالة التى تُشعر المريض بالاطمئنان وانه ليس وحيداً فى هذه المعركة . ايضا التعامل اثناء الدعم التفسى مع الافكار السلبية التى تصيب المحارب باليأس والضعف والخوف يؤثر بشكل ايجابى على الروح المعنوية له والاستمرار فى مجابهة المرض بقوة وعزيمة ، حيث ان تبنى الافكار الايجابية وتمارين الاسترخاء فى التعامل مع الانتكاسات النفسية والروحية فى رحلة المرض يساعد كثيرا على بعث روح الامل والتشافى فى نفوس المحاربين.
والعلاج الجمعى الداعم من المتعافين انفسهم له تأثير ايجابى فى تمكين المحاربين على الاستمرار فى التحدى وعدم الاستسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى