انطلاق الموسم الثالث لمبادرة “روشتة ذهبية” للدكتورة “ميرفت السيد” تحت عنوان: الصيف مش بس حر.. ده موسم طوارئ وأزمات صحية

انطلاق الموسم الثالث لمبادرة “روشتة ذهبية” للدكتورة “ميرفت السيد” تحت عنوان:
الصيف مش بس حر.. ده موسم طوارئ وأزمات صحية
كتبت: د/ نشوى فوزي احمد
مع انطلاق الموسم الثالث لمبادرة روشتة ذهبية للدكتورة “ميرفت السيد” مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة، استشارى طب الطوارئ والإصابات، استشارى طب المناطق الحارة، أخصائي جودة الرعاية الصحية وأخصائي السلامة والصحة المهنية.
إن الصيف هذا العام ليس مجرد حرارة ومصايف وشواطئ. هو موسم «طوارئ» بمعنى الكلمة: ضربات شمس وإجهاد حراري، نزلات معوية وتسممات غذائية، لسعات قناديل وشِدّات عضلية… ومع الزحام وكثافة السفر، يظهر وجه أخطر للصيف: حوادث الطرق.
و الهدف إننا نفهم خريطة المخاطر في الموسم، ونطلع بـ «روشتة ذهبية طبية و روشتة أمان بسيطة» تنقذ حياة.
و أوضحت “د.ميرفت السيد” أنه قبل أيام قليلة، عاش المصريون صدمة على كورنيش الشاطبي بالإسكندرية: ميكروباص فقد السيطرة ودهس أفراد أسرة أثناء عبورهم الطريق، فأسفر الحادث عن وفاة شخصين وإصابة 7 آخرين، على بُعد عشرات الأمتار فقط من أقرب نفق للمشاة. الحادثة سلّطت الضوء على سلوكيات عبور غير آمنة، وسرعات غير منضبطة في مناطق سياحية مزدحمة، ودَفعت المحافظة لإصدار إرشادات لعبور آمن على الكورنيش.
و أضافت “د.ميرفت السيد” ان عوامل الخطورة الصحية فى موسم الصيف متعددة
*الحرّ الشديد: يرفع خطر الإجهاد الحراري وضربة الشمس، خاصة لكبار السن، مرضى القلب والكُلى، الحوامل، الأطفال، والعمّال في الهواء الطلق. من منظور عالمي، تتوقّع منظمة الصحة العالمية أن يُضيف تغيّر المناخ بين عامي 2030–2050 نحو 250 ألف وفاة سنويًا من الإجهاد الحراري وسواه.
*الأكل برّه البيت: الوجبات المكشوفة وسلسلة تبريد غير منضبطة ترفع فرص النزلات المعوية والتسمّم الغذائي.
*المياه والترفيه: السباحة في أماكن غير مُراقَبة، لسعات قناديل البحر، وإصابات الألعاب المائية.
*الجفاف وقلة النوم: يضاعفان التشنجات العضلية، الدوخة، والصدمات الحرارية لدى الرياضيين والمصطافين.
*ضغط على الطوارئ: دراسات متعددة تُظهر زيادة في دخولات الطوارئ أثناء موجات الحر (جلطات، فشل كلوي حاد، حالات ضربة شمس).
واكدت “د.ميرفت السيد” أن هناك أرقام سريعة تلخّص الموقف العام حيث أن فى صيف 2022 سجّل أكثر من 61 ألف وفاة مرتبطة بالحر في أوروبا — رقم صادم يذكّر بأن الحرّ قاتل إذا استُخِفّ به.
و استكملت “د.ميرفت السيد” دعونا نسأل أنفسنا سؤال …
لماذا تزيد حوادث الطرق في الصيف؟ وكيف نكسر السلسلة؟
وهل الإجابة بسبب …
*حرارة وإجهاد ذهني: الحرّ يقلّل التركيز وردّ الفعل، ويرفع التهيّج والسلوك الاندفاعي. (منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الحرارة تقلّل الإنتاجية وتزيد مخاطر الحوادث).
*زحام المصايف والسفر الليلي: طرق ساحلية مزدحمة، سياح ومشاة يعبرون في غير أماكن العبور.
*مشاكل فنية: ضغط الهواء بالإطارات، تمدّد الأسفلت، وأعطال مفاجئة.
*سلوكيات خطرة: سرعة زائدة، استعمال الموبايل، عدم ربط الحزام/مقاعد الأطفال.
وقدمت “د.ميرفت السيد” اهم النصائح للمواطنين و روشتة ذهبية لطريق آمن فى الحر و الصيف .
اولا للسائقين:
*قبل ما تتحرك: افحص الإطارات (الضغط و غيره)، سائل التبريد، المسّاحات، والإضاءة.
*وقت السواقة: التزم بالسرعات، خصوصًا قرب الشواطئ والمنتجعات وممرات المشاة.
*زجاجة مياه في المتناول؛ لو حسيت بدوخة/زغللة: اركن فورًا في مكان آمن.
*اترك مسافة أمان أكبر من المعتاد؛ حرارة الأسفلت تطوّل مسافة التوقّف.
*لا تشغّل الموبايل — ثانية تشتت قد تساوي مأساة.
*أطفالك أولًا: مقعد أطفال مُثبّت حسب العمر، وحزام أمان للجميع دون استثناء.
*ليلاً: السرعة خدّاعة مع ضوء أعمدة الكورنيش. خفّف، وتوقع عبورًا مفاجئًا.
ثانيا: للمشاة والمصطافين:
*النفق/الكوبري مش رفاهية: هو خط نجاة. حتى لو «اللفة طويلة»، عمر الإنسان أغلى.
*امسك يد الطفل، ولا تسمح بالجري قرب حارات السير السريعة.
*لا تعبر في المنحنيات أو وراء مركبات متوقفة تحجب الرؤية.
ثالثا لصنّاع القرار: خمس خطوات سريعة التأثير
*توسيع نقاط العبور الآمن (أنفاق/كباري) وزيادة التوجيه البصري والإضاءة على الكورنيش.
*كاميرات ومطبات ذكية في مناطق المشاة ومداخل الشواطئ.
*حملات توعية موسمية موجهة للمصطافين: خرائط أنفاق/كباري، رسائل قصيرة على اللوحات الإلكترونية.
*خطط حرارة في المستشفيات: غرف تبريد، مخزون محاليل وريدية، وتدريبات محاكاة لسيناريوهات «موجة حر».
*شراكات مع المجتمع المدني والإعلام لنشر رسائل مختصرة «كل ثانية = انقاذ حياة».
واختتمت “د.ميرفت السيد” بان الصيف حلو… ولكن «الحر لا يرحم» و يستحق بعض الالتزام لنستمتع بآمان، حادثة الشاطبي كانت جرس إنذار مؤلم، لكنها فرصة لتصحيح السلوك: سائق ملتزم + مشاة يعبروا صح + بنية مرورية واضحة = إنقاذ حياة.
وفي الصحة، «رشفة ماء، قبعة، ظل، وعي» تكسر سلسلة الإجهاد الحراري. لأن ثانية وعي واحدة قد تغيّر مصير عائلة كاملة.