ظننته رجلاً
كتبت فاطمه ابو النصير
ظننته رجلاً…
فما وجدته إلا وهماً متجسداً،
يسير بين الناس مزهواً بثوبٍٍ مستعار
كلما اقتربتُ منه…
انكشفت الخيوط
وتبعثرت الألوان
ظننته رجلاً…
فإذا به يخشى مواجهة الحق
يختبئ خلف جدار الصمت
ويرفع راياته على معاركٍ لم يخُضها
ويهتف بانتصاراتٍ لم يذُق مرارتها
ظننته رجلاً…
فإذا بلسانه سيفٌ من خشب… وصوته رعدٌ بلا مطر…
وقلبه صحراءٌ قاحلة…
لا تنبت وعداً… ولا تحفظ عهداً
ظننته رجلاً…
حتى بان ضعفه عند أول ريحٍ
فانكسر كما تنكسرُ أعواد القشِ
وتناثر كما يتناثر رمادُ ورقةٍ محترقة
ظننته رجلاً…
لكنّي تعلّمت أن الرجولة ليست صرخةً جوفاء
ولا هيئةً تُخيف
بل هي ثباتُ قدمٍ في العاصفة
وصدقُ كلمةٍ أمام الخوف
وعدلٌ لا يتلوّن…
وأمانةٌ لا تُباع….
ظننته رجلاً…
فصار عبرةً في قصتي..
ودرساً لا يُمحى من دفاتر الأيام
