نبتون – بقلم الباحثة الفلكية/سحر حسن منصور

نبتون
بقلم الباحثة الفلكية/سحر حسن منصور
(( نبتون))
هو الكوكب الثامن والأبعد عن الشمس في نظامنا الشمسي، اكتشف سنة 1846 بالاعتماد على حسابات رياضية قبل رؤيته بالتلسكوب، وهو أول كوكب يكتشف بهذه الطريقة. يُعتبر نبتون عملاقا جليديا يتكون من الهيدروجين والهيليوم والميثان، الذي يمنحه لونه الأزرق العميق، ويتميز بأسرع رياح في النظام الشمسي تصل سرعتها إلى 2100 كم / ساعة، وعواصف ضخمة مثل “البقعة المظلمة الكبرى”. يبلغ قطره حوالي 49,244 كم وكتلته تعادل 17 ضعف كتلة الأرض، وجاذبيته أقوى قليلاً من جاذبية الأرض. يدور حول نفسه بسرعة كبيرة حيث يبلغ طول اليوم فيه حوالي 16 ساعة، بينما تبلغ مدة دورانه حول الشمس 165 سنة أرضية. يمتلك نبتون 14 قمراً، أشهرها تريتون الذي يتميز بدوران معاكس الحركة الكوكب وبراكين جليدية على سطحه، مما يثير اهتمام العلماء لاحتمالية وجود مياه تحت السطح قد تدعم شكلا من أشكال الحياة. استكشفته مركبة الفضاء فوياجر 2 سنة 1989، التي اكتشفت أيضًا حلقات رقيقة تحيط به. يُعتقد أن داخل نبتون طبقة سميكة من الماء والأمونيا والميثان السائلين ونواة صلبة محتملة بحجم الأرض. كما تشير النظريات إلى احتمال وجود أمطار ألماسية نتيجة للضغط والحرارة الشديدة داخله. رغم ظروفه القاسية، يظل نبتون من أكثر الكواكب إثارة للاهتمام بسبب خصائصه الفريدة والمناخ العنيف الذي يميزه عن غيره في النظام الشمسي.
تأثير نبتون على النظام الشمسي
نبتون يلعب دورًا حاسمًا كـ” حارس” في النظام الشمسي بفضل جاذبيته القوية وموقعه البعيد في الأطراف. هذه الجاذبية تؤثر بشكل كبير على حركة الأجرام الصغيرة مثل الكويكبات والمذنبات التي تتواجد في حزام كويبر وما وراءه نبتون قادر على جذب أو دفع هذه الأجسام بعيدا عن مدار الأرض والشمس، مما يقلل من احتمالية اصطدامها بالكواكب الداخلية بفضل هذا الدور، يساهم نبتون في استقرار النظام الشمسي وتنظيفه من الأجسام التي قد تشكل خطرًا على الكواكب، خصوصًا الأرض. كما أن تأثيره يمتد إلى تنظيم مسارات الأجسام الجليدية ويمنع الكثير منها من الانجراف بشكل عشوائي داخل النظام، مما يجعله فعلاً حارسًا طبيعيا يحمي النظام من الفوضى الكونية.
لكم مني كل الحب ♥️