اقوي من كل اللذين ادعوا القوه

اقوي من كل اللذين ادعوا القوه
بقلم: فاطمه ابو النصير
أنا التي عاشت عمرها بين حزنٍ وآخر
كلما ظننتُ أنني خرجتُ من حفرةّ
سقطتُ في أعمق منها
لم أعرف يومًا طريقًا سهلًا
كانت حياتي سلسلةً من الأزمات
وصدماتٍ بلا رحمة
وخذلانٍ مُمَنهج
من أقرب الأقربون…
ومن الغرباء الذين حسبتهم وطنًا ذات ضعف
كنت أظن أن الطمأنينة تُزرع في صدور بعض البشر
وأن الأمان له ملامح….. وصوت…. وربما يدٌ دافئة…
لكني لم أجد إلا السكون الكاذب،
والوعود الميتة..
والقلب المتعب من كثرة الرجاء
خَانَني من ظننته من دمي…
وتنكر لي من ناداني بـ “أختي…
وتخلى عني من تظاهَر بأنه “رجل”
صار كل من حولي يتركون أثرًا داخلي
لا جُرحًا، بل ندبة…
تظل تحرق كلما مرّ اسمهم على ذاكرتي….
حتى أبسط حقوقي
تُنسى، تُؤجَّل، تُدفن
كأن لا أحداً يرى أن لي حقًا في الحياة
في الحديث… في الغضب
في أن يُقال لي:
“أنا هنا لأجلك”.
العالم حولي لا يرى إلا المصلحة
وأنا؟
لا أملك مصلحةً لأحد
فمرّوا بي كأنني “هواء
كأنني لم أكن
كأنني لم أبكِ كل ليله… لم أصرخ بداخلي الف مره
ناديتهم
خاطبت رجولتهم الميتة
استجديت إنسانيتهم
لكنهم جميعًا قالوا… ولا أحدًا فعل..
في حياتي لم ألتقِ “رجلًا”
بل التقيت أصواتًا تدّعي القوة
وعيونًا تُتقن النظر للوراء حين أحتاج السند…
الغريب والقريب…
كلاهما خذلني…
فأدركت أن لا ملاذ إلا نفسي.
وسأكون.
سأكون “أنا”…
رغمً عن انفهم
فوق رؤوسهم…
كلمةً لا تُنسى…
صوتًا لا يُسكَت…
امرأةً لا تُكسر….
وإن تهشّم قلبها ألف مرة