مقالات

الثالث من يوليو – مصر تتحدث عن نفسها – العالم يترقب .. ومصر ترحب بزعماء ورؤساء العالم في إفتتاح المتحف المصري الكبير

الثالث من يوليو – مصر تتحدث عن نفسها – العالم يترقب .. ومصر ترحب بزعماء ورؤساء العالم في إفتتاح المتحف المصري الكبير

كتب: د/ مايكل صفوت

بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب والترقب العالمي، تستعد مصر لحدث استثنائي؛ ففي 3 يوليو 2025، يفتح المتحف المصري الكبير (GEM) أبوابه رسميًا، ليمثل بذلك لحظة فارقة في تاريخ مصر والعالم بأسره. هذا الصرح الثقافي الضخم، الذي يقع على مرمى البصر من أهرامات الجيزة الخالدة، ليس مجرد متحف؛ بل هو شهادة حية على عظمة تاريخ مصر العريق، وإرثها الحضاري الذي لا يزال يبهر البشرية، وتأكيد على التزامها الثابت بالحفاظ على كنوزها الثقافية الفريدة للأجيال القادمة.

إستقبال عالمي غير مسبوق

من المتوقع أن يكون الافتتاح حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس، حيث سيشهد حضورًا غير مسبوق لعدد كبير من قادة وزعماء ورؤساء دول العالم وكبار الشخصيات الدولية من مختلف أنحاء المعمورة. هذا الحضور الكبير يؤكد على الأهمية العالمية للمتحف المصري الكبير، ويعكس الاحترام العميق الذي تحظى به الحضارة المصرية القديمة في عيون العالم أجمع. ستتحول القاهرة في هذا اليوم إلى عاصمة دبلوماسية وثقافية، حيث ستُفرش السجادة الحمراء لاستقبال الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك، في مشهد يعكس التقدير الدولي لهذا الإنجاز المصري العظيم.

رحلة عبر الزمن في قلب الحضارة

في الداخل، يمثل المتحف المصري الكبير تحفة فنية ومعمارية لا مثيل لها. يضم المتحف مجموعة مذهلة تتجاوز 100 ألف قطعة أثرية، مقدمًا رحلة غامرة وشاملة عبر آلاف السنين من تاريخ مصر المجيد. جوهرة التاج في هذه المجموعة هي بلا شك مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون الكاملة، والتي ستُعرض للمرة الأولى مجتمعة منذ اكتشافها. سيتمكن الزوار من التمعن في القناع الذهبي الأسطوري، والتوابيت الملكية، والمجوهرات الفاخرة، وعدد لا يحصى من الكنوز الأخرى، مما يوفر لهم نظرة غير مسبوقة على حياة ووفاة الملك الشاب. علاوة على ذلك، يضم المتحف معارض متفردة عن مختلف الأسر الحاكمة، وتفاصيل الحياة اليومية للمصريين القدماء، والممارسات الدينية، والإنجازات الفنية التي أبهرت العالم.

تحفة معمارية تربط الماضي بالمستقبل

التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير بحد ذاته يعد إعجازًا فنيًا، حيث يمزج ببراعة بين الجماليات المعاصرة واللمسات المستوحاة من الفن المصري القديم. مساحاته الشاسعة المضاءة جيدًا، وتقنيات العرض الحديثة، والمعارض التفاعلية، كلها عوامل تضمن تجربة غامرة وممتعة للزوار من جميع الأعمار. أما الدرج العظيم، الذي يقود إلى صالات العرض الرئيسية، فيقدم إطلالات بانورامية خلابة على أهرامات الجيزة الشامخة، ليخلق بذلك اتصالًا بصريًا رائعًا بين كنوز المتحف ومواقعها التاريخية الأصلية.

رسالة مصر للعالم

إن استضافة مصر لمثل هذا التجمع المرموق من القادة الدوليين لافتتاح هذا الصرح الثقافي تبعث برسالة واضحة وقوية: فالدولة لا تستعيد فقط مكانتها التاريخية كمهد للحضارات، بل تؤكد أيضًا على دورها المحوري كلاعب رئيسي على الساحة العالمية. سيوفر هذا الحدث فرصة ثمينة للتبادل الدبلوماسي والدبلوماسية الثقافية، مما سيعزز الروابط ويُوطّد العلاقات بين مصر ودول العالم.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد وجهة سياحية جديدة؛ إنه رمز للفخر الوطني، ومركز للبحث العلمي والتعليم، وجسر متين يربط الماضي العريق بالحاضر المشرق. افتتاحه في 3 يوليو 2025 يدشن فصلًا جديدًا في رحلة مصر نحو المستقبل، ويدعو العالم أجمع لإعادة اكتشاف عجائب مصر القديمة في بيئة لا مثيل لها على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى